أسير الأحزان الأبدية

من أين جئت أيها الحزن ...؟
وكيف وصلت أليا ...؟
من دلك على الدرب...؟
ومن عرفك عليا ...؟
ألم تمل مني ...؟
وقد جعلتني حطاما منسيا
أسألك بالله أيها الحزن
أن تترك لي من الفرح بقية
لقد ملأت نفسي بأتباعك
هم .. وقهر .. وحياة بالية
ماذا فعلت لك ...؟
حتى تقابلني بهكذا عطية
دخلت حياتي رويدا رويدا
وقلبت كياني شيئا فشيا
تحالفت مع الزمن عليا
وحطمتماني
ولم تبقيا مني بقيا
أنظر في المرآة
فأراك أيها الحزن
وجها كئيبا .. شقيا
تمتص دمي ... تمزق قلبي
تنهش عظامي .. كوحش بريا
وأنا مستسلم إليك
فأفعل ما شئت هيا
وبعدما تنتهي مني
تتركني جثة ملقيا
وتدير ظهرك أليا
وتذهب ضاحكا .. فرحا
بانتصارك عليا
وتقول .. ها قد جعلتك من اتباعيا
وسأسميك
(( أسير الأحزان الأبدية ))
بعد اليوم لن يتذكرك احد
ولن يبكي على رحيلك احد
لأنك سوف تصبح منسيا
حياتك الآن في قبضتي
سأرمي بها في الهاوية
حتى تتمزق فوق الصخور


وحتى تجرفها المياه العاتيةسألهو بك كيفما أشاء
وأحرق جسدك بناري الحامية
فأنت عبدي ... أسيري ... خادمي
ولن يعرف الفرح طريقا إليك
مادمت حيا ...
تحسر على أيام سعادتك قبلا
فلن ترى سوى البؤس
والعذاب على يديا
وحبك الذي كنت تحييا لأجله
لن تمد إليك يدها الحانية
لتنفض عنك الآلام
أو تداوي جراحك الدامية
وأقسم بأنها لن تكون لك
ولن تخلصك من سجوني العالية
فأصرخ أن شئت
أبكي دما إن شئت
فلن يسمعك احد
غير الجدران الخاوية
لقد تفرغت لك وحدك
ولن ادعك تفرح حتى ثانية
لم أتلذذ بعذاب إنسان
كما أتلذذ بعذابك يا عبديا
سأبقى ملازما لك ابد الدهر
وستظل أنت دائما
أسيرا لي ...
وللأحزان الأبدية ...